لماذا أصنع اللحف؟
لم أنا صانعة لحف؟
دعوني أخبركم بالبداية أني لم أكن أعرف ما هو اللحاف و لم يخطر على بالي و لا أذكر أني فكرت به سوى مرتين. عندما جددت غرفتي في الثانوية، و عند إختيار جهاز عرسي 👰🏻 .
كنت مغتربة في قارة أخرى. بعيدة عن كل ما ألفته و عرفته و إعتدته.
بدأت تعلم الخياطة مع صديقة. خطنا شنط و جربنا الملابس. كلها كانت تجارب مبتدئين نخوضها بسرعة الحلزون 🐌. و لم أكن وقتها أمتلك ماكينة خياطة. كنا نستخدم ماكينة عمرها ٢٥ سنة. و كنت أتجنب الخياطة بالماكينة قدر المستطاع و أشغل يدي بالقص أو التدبيس أو فك طلاسم الباترون. ثم قرأت صديقتي عن ورشة تعريف بفن اللحف و عرضت علي الإنضمام للورشة. و لأنه لم يكن عندي شيء آخر أفعله إستجبت لها و قمت بالتسجيل أيضاً بالورشة.
و هنا بدأت القصة. سحرتني اللحف. و وقعت في حبالها.
ما هو اللحاف؟
الوجه قد يكون قطعة كاملة، أو عدة قطع ( مرقع ) أو مزخرف ( أبليكيه ). الحشوة قد تكون قطن أو صوف أو بامبو أو بوليستر أو حرير أو خليط مما سبق. الظهر قد يكون قطعة كاملة أو عدة قطع كالوجه.
ما الغرض من اللحاف ؟
غطاء للسرير أو الكنبة - أرضية لعب لطيفة لطفل - زينة للجدار - ذكرى و إعادة تدوير لملابس - هدية فريدة من صنع اليد
و لماذا أنا صانعة لحف؟
لأني وجدت فيها متنفسي
لأني من خلالها أعبر عن حبي لعزيز أو عن فكرة في رأسي لم أجد لها كلمات.
لأني بها أزين منزلي و غرف بيتي و بكل قطعة أعلقها أو أفردها أزداد سعادة و فخراً
لأن فن اللحف بحر كله لؤلؤ و در و جمال، كلما تعمقت فيه أجد العجائب و المواهب.
لأن فن اللحف عرفني على صديقات مبدعات من حول العالم من أكثر الناس كرماً و دعماً و حباً.
لأن اللحف كفن و صنعة و حرفة تعطي بكرم و سخاء و تشجعني على أن أعطي و أشارك و أستمر بالعطاء.
صنعت أول لحاف في ٢٠٠٨.
أطلقت أستوديو درزة في ٢٠١٣
فزت بأول وسام في ٢٠١٦ ثم ٢٠١٧.
رأست لجنة التحكيم في معرض لحف في ٢٠١٨.
قدمت أكثر من ١٠ ورش متنوعة في فنون اللحف في الجبيل و جدة و مدينة الملك عبداالله الجامعية (كاوست).
حضرت معارض لحف عالمية و محلية في أوستن و فورت ورث و دالاس و لندن و الظهران و كاوست و دبي.
إقتنيت ماكينة التضريب Longarm Quilting Machine في ٢٠١٧ و بدأت بتقديم خدمة التضريب لصانعات اللحف.
كل هذا و غيره بفضل الله سبحانه و تعالى ثم فن صناعة اللحف
و لذا أنا صانعة لحف.
تحياتي... راوية/درزة